ما أكثر الرموز من حولنا وما أعمق عوالمها. قد ندركها وقد تخفى علينا وربما نصل معها إلى حيز الجنون إذا لامست شغاف القلب كما حصل مع مسعود في قصة "ولادة"، وربما تكون لنا مرشداً من عالم آخر كما كانت العلاقة بين نوح ومهران في قصة "خطى"، وقد تظهر عند بعض الناس بشكل غريب يضفي عليهم طابع العزلة كما هو الحال في قصة "في عمود جريدة" وأحياناً تكون رموزاً سوداء كما ستقرأ في قصة "سوداء". المجموعة القصصية التي بين يديك عزيزي القارئ تنمي فيك الإحساس بالرموز من حولك فتنقلك من عالم المنفعل بها إلى عالم المتفاعل معها في إطار من تفعيل الذات وتحفيزها نحو عالم الأحاسيس والمشاعر. وهي وإن تواجدت بكثرة في حياتنا، إلا أنها لا تكشف دائماً عن نفسها بصورة جلية وإنما تتخذ الغموض مسلكا في أحيان كثيرة، دافعة بنا للبحث والتقصي والتفكر، فتكون بذلك مفاتيحا لكشف الألغاز ومداخلا للتمعن في أسرار الحياة..